يستهلك السعوديون البنّ، وينتجونه، إذ تستورد أسواق المملكة ما يقارب 100 ألف طن سنويا، مع إنفاق عام من الناس يتجاوز المليار ريال كلّ عام. ليكون السعوديون ضمن العشر دول الأولى في العالم من حيث استهلاك القهوة.
ومن حيث الإنتاج، تشتهر مناطق سعودية، مثل جازان والباحة وعسير بإنتاج البنّ، إذ يبلغ عدد المزارع فيها أزيد من 2500 مزرعة، بوثيرة إنتاج تصل إلى أزيد من 1800 طن من البنّ العربي. وقد اعتمدت المملكة خططا متكاملة لتطوير إنتاج القهوة، ليزيد عن 700 % سنويا.
يتم زراعة حبوب القهوة في المملكة العربية السعودية بطرق تقليدية، حيث يتم زراعتها في المزارع العائلية والمزارع الصغيرة. وتتميز حبوب القهوة السعودية بجودتها ونكهتها الفريدة، ويتم حصادها يدويا عندما تكون ناضجة تماما.
بعد حصاد حبوب القهوة، تتم عملية تجفيفها بشكل طبيعي تحت أشعة الشمس أو باستخدام أفران خاصة، ثم تتم عملية تحميص الحبوب، وهي عملية حاسمة تؤثر في النكهة والعبق النهائي للقهوة. ويعتمد أغلب المزارعين على الطريقة التقليدية لضمان نكهة ممتازة لطعم القهوة.
يمكن العثور على حبوب القهوة السعودية المحلية في الأسواق المحلية للمملكة. بالإضافة إلى ذلك، هناك محامص القهوة التجارية المتخصصة التي تقوم بتحميص وتصنيع حبوب القهوة السعودية أمام الزبائن، وتوفرها للبيع في السوق المحلية والعالمية.
إن إنتاج القهوة المحلي في المملكة العربية السعودية يعكس التراث والموروث الثقافي للمجتمع السعودي، ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الوعي بثقافة القهوة السعودية في جميع أنحاء العالم، حتّى أنّه تمّ تسمية عام 2022 بعام القهوة السعودية، احتفاء بهذا العنصر الثقافي.
مجتمعيا، لا يكاد يخلو بيت سعودي من القهوة، وهو رمز قارّ عند استقبال الضيوف، أو عند اجتماع أفراد العائلة الواحدة. وتجمع القهوة السعودية بين القوام الكثيف والنكهة الغنية والتي تُكتسب بتوظيف كميّة كبيرة من حبوب القهوة.
يتطلب إعداد القهوة في البيت السعودي طقسا خاصا، وتُحضّر بالشكل المتعارف عليه، حيث بعد طحن الحبوب، يتمّ تسخين الماء ثمّ إضافة مسحوق القهوة، ويُترك على نار هادئة لمدّة، ثمّ تُقدّم في طقْم تقليدي، يتضمن إبريقا وفناجين، فخارية في الغالب، مع قطع الحلوى التقليدية.