تحذر الأمم المتحدة من أنّ أهوار العراق، وهي مسطحات مائية في جنوب البلاد، تعاني حاليا من أعلى درجات الحرارة التي شهدتها في الأربعين سنة الماضية، وتترافق هذه الموجة الحارة مع نقص مفاجئ في مياه نهر الفرات. وأفاد تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في العراق أن الأهوار ومربّي الجاموس في جنوب العراق يواجهون تداعيات خطيرة جراء تغير المناخ وندرة المياه.
وقد أطلقت منظمة الفاو نداءا عاجلا في يوليوز/تموز 2022 لدعم مربي الجاموس وحماية النظام البيئي في الأهوار الجنوبية. وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ووزارة الزراعة العراقية، قامت المنظمة بتوفير دعم عاجل لأكثر من خمسة آلاف مزارع ومرب للماشية بأشكال مختلفة. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في يوليوز/تموز 2023 يظهر تدهورا كبيرا.
وقد كشفت التقارير الميدانية المشتركة بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي عن تفاقم الوضع في الأهوار، كما أبرزت التقارير وجود آثار تدميرية على النظام البيئي ومربي الجاموس والمزارعين وصيادي الأسماك. نتيجة لذلك، اضطر العديد منهم للهجرة إلى محافظات أخرى في وسط العراق بحثا عن مياه صالحة للاستخدام والغذاء والأعلاف وفرص عمل.
وبالموازاة، بلغ منسوب المياه في نهر الفرات 56 سم فقط، وفي الأهوار تراوحت بين الصفر و30 سم، وتعاني من جفاف خطير بنسبة تسعين في المائة. وتسببت مستويات عالية من الملوحة، تجاوزت 6000 جزء في المليون، في زيادة مخاوف المزارعين، وخاصة مربي الجاموس وصيادي الأسماك. وبالإضافة إلى ذلك، يكون حوالي 70 في المائة من مساحة الأهوار خالية من المياه.
وفي نفس السياق، تقوم الحكومة العراقية حاليا بمبادرة لتعميق القنوات والأنهار التي تغذي الأهوار للتصدي لندرة المياه. ومع ذلك، بسبب النقص الحالي في المياه، لم يتم إطلاق المياه لرفع منسوب نهر الفرات، حيث يخصص المياه المتاحة حاليًا لأغراض الشرب فقط، مما يزيد من التحديات التي تواجه مربي الجاموس والنظام البيئي في الأهوار.