في العاشر من يوليو/تموز الجاري، عُقِد بالعاصمة الروسية موسكو الاجتماع الوزاري السادس للحوار الإستراتيجي بين روسيا ودول الخليج، والذي أفضى إلى دعم روسيا للموقف الخليجي بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران وأبو ظبي في مياه الخليج، وهي جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

وأعقب موقف موسكو الجديد، استدعاء طهران للسفير الروسي للاحتجاج ولمطالبة بلاده “بتصحيح الخطأ”،

وردّا على ذلك، استقبل رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، السفیر الیاباني لدی طهران كازوتوشي أيكاوا، فيما اعتُبِر الاستقبال رسالة إيرانية واضحة إلى الكرملين.

وخلال اللقاء، دعا خرازي كلا من موسكو وطوكيو لحلّ خلافاتهما عبر الحوار بشأن “جزر الكوريل” المتنازع عليها بين روسيا واليابان،

أما داخل إيران، تفيد تصريحات متطابقة، عن غضب الشارع الإيراني من خارجية بلادهم لعدم اتخاذها موقفا صارما تجاه الموقف الصيني المماثل، والذي أعلنت عنه خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي.

ورغم التقارب الروسي الإيراني الذي يظهر باديا خلال السنوات الأخيرة، في مواجهة الغرب، غير أنّ أصواتا كثيرة من سياسيين ومثقفين في إيران يستذكرون، في محطات تاريخية سابقة، مصلحية موسكو في علاقتها بطهران.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية محسن جليلوند أن البيان الروسي الخليجي ليس سوى عامل للتذكير بالخلافات التاريخية بين إيران وروسيا، وأوضح جليلوند خلال تصريح له مع “الجزيرة.نت” أن موسكو كانت ولا تزال تأخذ مصالحها فحسب في علاقاتها مع الجانب الإيراني، وأن المماطلة في إنشاء مفاعلات بوشهر النووية وتسليم رادارات “إس-300” خير دليل على ذلك.

وفيما بدا أنّ هناك احتواء للتوتر الراهن بين طهران موسكو، فإنّ أصواتا إيرانية تأمل أن تتعلّم طهران جرّاء الموقف الجديد ضرورة التوازن في سياستها الخارجية، لكي لا تظن روسيا والصين أن لا خيار آخر لدى إيران.

المادة السابقةهجوم أوكراني يعطّل حركة القطارات في القرم
المقالة القادمةصواريخ هيمارس الأمريكية تتألّق في الحرب الأوكرانية، والدول تتودّد من أجل الحصول عليها