تبلغ كمية القمح المعدّ للتصدير والعالقة في اوكرانيا حوالي 20 مليون طن. يحتاج منها في أفريقيا أكثر من 50 مليون نسمة  في دول مثل الصومال وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان التي تحتاج الى معونات غذائية  بعد السنوات المتعاقبة من شح الأمطار. فهل سيؤثر هذا على الجهود الروسية لكسب الدعم في أفريقيا؟

إن المجازفة التي تخوضها روسيا تتمثل في أن هذا التعليق للاتفاق من شأنه أن يؤثر على العلاقات مع شركائها في أفريقيا أو حتى يدمرها.

ويأتي هذا في الوقت الذي من المقرر أن تُعقد فيه القمة الروسية- الأفريقية في مدينة سانت بطرسبرغ في 27-28 يوليو/تموز الجاري. وهناك 14 دولة أفريقية تعتمد على روسيا وأوكرانيا في تأمين نصف وارداتها من القمح.

وتزيد روسيا من انخراطها في الدول الأفريقية من ليبيا إلى مالي والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق وغيرها- غالباً بصورة عسكرية من خلال مساعدتها في محاربة المتمردين أو المسلحين الإسلاميين المتشددين. فهل يمكن لروسيا أن تتراجع عن قرارها حتى تضمن بقاءها في العمق الافريقي.

ما تأثير الحرب على رغيف الخبز في الشرق الاوسط

في المقابل، تبدو الحرب في أوكرانيا بعيدة عن الشرق الأوسط، لكن تأثيراتها ستصل مطبخ عائلات عربية على وجه الخصوص، لكون أوكرانيا وروسيا تصدران ثلث القمح العالمي، إلى جانب ارتفاع أسعار الغذاء بعد الحرب إلى أعلى مستوياتها في 13 عاما. فما هي أكثر الدول تضررا في منطقة تستورد معظم احتياجاتها من الحبوب والقمح من البلدين المتحاربين؟

توجد ثلاث دول عربية هي الأكثر تأثرا بالحرب في أوكرانيا أولها اليمن التي تعتمد في الغذاء على الواردات بشكل كامل، وتشتري 27% من قمحها من أوكرانيا، و8% من روسيا والعام الماضي، قلصت مؤسسات أممية مساعداتها لملايين اليمنيين بسبب مشاكل في التمويل.

أما في مصر، فإن 90% من واردات القمح هي من أوكرانيا وروسيا، والصراع الدائر الآن له تأثير مدمر على هذه الدول، حيث اضطرت الحكومة لرفع أسعار الخبز لأول مرة منذ الثمانينات على الرغم من الحدود القصوى الحالية. كما تعتبر روسيا وأوكرانيا أيضًا من الموردين الرئيسيين لزيت عباد الشمس في مصر، وسيشعر الخبازون الآن بلسعة زيت الطهي مرتفع التكلفة..

وفي لبنان، تؤمن أوكرانيا حوالي 60% من واردات البلاد من القمح، ويكفي مخزونها الحالي لقرابة شهر واحد .وقبل الحرب، دمر انفجار مرفأ بيروت 2020 أكبر مساحة مخصصة لتخزين الحبوب في لبنان، ويشعر اللبنانيون الآن بالقلق من المستقبل مع استمرار الحرب.

وفي 20 يوليو/تموز انتهى سريان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وأعقب ذلك تحذيرات أممية باحتمال حدوث مجاعة في عدد من الدول شديدة الفقر.

المادة السابقةهل يقبل مبابي 300 مليون يورو ويلتحق بالدوري السعودي
المقالة القادمةوزارة الداخلية الجزائرية: 15 قتيلا و26 إصابات في حرائق غابات بشمال البلاد