همدت الحرائق العنيفة التي اجتاحت شمال شرق الجزائر، اليوم الأربعاء، والتي أودت بوفاة 34 شخصًا، وعشرات المصابين، حسب ما صرحت له السلطات في الجزائر.
وكانت منطقة بجاية واحدة من أكثر المناطق تضررًا من الحرائق التي انتشرت تحت تأثير الجفاف وموجة الحر، وارتفاع درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 48 مئوية.
في تيغرمت قرب بجاية، يتأمل كمال منزله المدمّر، قائلًا لوكالة فرانس برس “لا يمكن تصوّر مدى الأضرار المادية، تصل إلى ملايين الدنانير، فقدنا كل شيء في غمضة عين”.
في المجموع، انتشر 97 حريقًا منذ الأحد في نحو 15 ولاية في شمال شرق البلد، أعنفها في بجاية والبويرة وجيجل. قُتل على إثر هذه الحرائق 34 شخصًا بينهم عشرة عسكريين. ودُفن بعض الضحايا الأربعاء.
وأشار الدفاع المدني إلى إخماد “كلّ الحرائق” ووضع نظام للمراقبة.
منتجعات سياحية دمرتها الحرائق
يشهد شمال وشرق الجزائر سنويًا حرائق غابات، وهي ظاهرة تتفاقم عامًا بعد عام بسبب تأثير التغير المناخي الذي يؤدي إلى جفاف وموجات قيظ.
واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم. كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف.
وأمر النائب العام في بجاية بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق فيما إذا كانت هناك دوافع جنائية. وأُوقف خمسة أشخاص في البويرة وسكيكدة.
في آب/أغسطس 2022، قضى 37 شخصا في حرائق هائلة بولاية الطارف شمال شرق البلاد. وكان صيف عام 2021 الأكثر فتكا منذ عقود، فقد قضى خلاله أكثر من 90 شخصًا في حرائق واسعة النطاق في شمال الجزائر، ولا سيما في منطقة القبائل.
لتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022، عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف.
في نهاية نيسان/أبريل، أمر الرئيس تبون بشراء 6 طائرات قاذفة للماء متوسطة الحجم وتقديم طلبات عروض للشركات الناشئة لتوفير طائرات مسيّرة تستخدم في مراقبة الغطاء الحرجي.
ثم في أيار/مايو، أعلنت وزارة الداخلية عن اقتناء وشيك لطائرة قاذفة للماء، وتأجير 6 طائرات أخرى من شركة أميركية جنوبية مع فرقها الفنية، وأعلنت طلب العروض لشراء 6 قاذفات للماء متوسطة الحجم.
كما هيأت السلطات مواقع لهبوط المروحيات في عشر ولايات.
وقدمت الجزائر أيضا طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب “تداعيات الأزمة في أوكرانيا”.