أثار تصريح لوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام استياء دولة الكويت، بعدما قال إن الأخيرة قادرة “بشحطة قلم” على اتخاذ قرار ببناء صوامع القمح في لبنان، ما دفع بوزير خارجيتها الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، اليوم السبت، لحث سلام على “سحب هذا التصريح، حرصاً على العلاقات الثنائية”.

وطالب سلام الكويت، في حديث مع وكالة “سبوتنيك” الروسية الثلاثاء، “باسم الشعب اللبناني، بإعادة بناء الأهراءات (صوامع القمح) في لبنان، وليس في بيروت فقط، حفاظاً على الأمن الغذائي”، مشيراً إلى أنه “يطلب هذا الأمر من دولة الكويت للشعب اللبناني، وليس حكومة لبنان، لأنه لا يجوز أن يُترك بلد عربي من دون مخزون استراتيجي”. وقال: “الأموال موجودة، وقد تواصلت مع وزارة الخارجية، وعلمت أن هناك أموالا موجودة في صندوق التنمية الكويتي، يمكن “بشحطة قلم” اليوم أن يؤخذ قرار ببناء أهراءات لبنان”.

وأعرب وزير الخارجية الكويتي، اليوم السبت، عن “استنكار واستغراب دولة الكويت الشديدين لتصريح سلام”، معتبراً، في بيان أوردته وكالة الأنباء الكويتية “كونا”، أن هذا التصريح “يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية، ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية، بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة”.

وإذ أكد الوزير أن الكويت “تمتلك سجلاً تاريخياً زاخراً بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة”، شدد على أن “دولة الكويت ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية”، مطالباً سلام بسحب هذا التصريح “حرصاً على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين”.

وردّ سلام على الطلب الكويتي في مؤتمر صحافي عقده اليوم السبت، مؤكداً أنه لم يقصد تجاوز الأصول والقواعد الدستورية، وقال، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إنه “قصد من خلال استعمال مقولة (بشحطة قلم)، وهي عبارة تُستخدم باللغة اللبنانية العامية، أن الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة، ولم يكن القصد باستعمال هذه العبارة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية مرعية الإجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان”.

وتمنى سلام من البرلمان الكويتي أن يقبل هذا التوضيح، مضيفاً: “كنت مرتاح الضمير في طلبي، لأنني أناشد بلداً شقيقاً لطالما وقف إلى جانب لبنان، وأنا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي، خصوصاً أن البنك الدولي صنّف لبنان الأكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي، لأنه لا يملك مخزوناً استراتيجياً”.

بدوره، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي بياناً أكد فيه “احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، وأن دولة الكويت الشقيقة لم تتوانَ، ضمن الأصول، عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود”.

ويأتي هذا بعد ساعات من دعوة سفارة الكويت في بيروت رعاياها في لبنان إلى “التزام الحيطة والحذر، والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق”، فيما طالبت السعودية مواطنيها بمغادرة لبنان “بسرعة”، وتجنب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

ولم يذكر بيانا السعودية والكويت المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، لكن اشتباكات عنيفة وقعت في الفترة السابقة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بين حركة “فتح” ومجموعة متشددة.

المادة السابقةفرص نجاح القمة السعودية-الأوكرانية
المقالة القادمةمهلة “إيكواس” تنتهي اليوم الأحد وسط مخاوف من تدخل عسكري محتمل بالنيجر