في ظل استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية تشهد المبادلات التجارية في مجال الأسمدة تدهورا كبيراً خاصة في ظل النقص الحاد في هذه المادة؛ مما جعل كييف تعتمد على الفوسفاط المغربي لسد الخصاص المحلي في المجال الفلاحي.
ولقد كشفت “كيرنل” أكبر شركة أوكرانية لإستيراد الأسمدة والمنتجات الزراعية بمنطقة البحر الأسود؛ عن وصول سفينتين تجاريتين من المغرب والأردن إلى الميناء التجاري “غدانسك” بالأراضي البولندية؛ محملتين بكل من أسمدة الفوسفاط ومادة البوتاسيوم حيث سيتم توجيههما إلى الفلاحين الأوكرانيين الذين عانوا ولا زالوا يعانون من النقص الحاد في الأسمدة جراء الحرب؛ ولقد كانت كييف تعتمد قبل الحرب على موسكو ومينسك بشكل كبير في مجال استيراد المنتجات الزراعية الخام.
وفي بيان للشركة الأوكرانية أكدت فيه؛ أن كييف تواصل سعيها لتنويع مصادر قنوات الإستيراد وتعتمد على دول أخرى كالأردن والمملكة المغربية من أجل تعويض تدهور العلاقات التجارية مع المنتجين في روسيا وبيلاروسيا نتيجة الحرب.
لقد كانت للحرب الروسية – الأوكرانية أثر كبير في إنتعاش الصادرات المغربية في مجال الفوسفاط؛ حيث تزايد الطلب العالمي على هذه المادة خاصة وأنه تضاعف في ظل العقوبات الغربية على صادرات موسكو التي تضررت بشكل كبير.
ويرى محللون أن المكتب الشريف للفوسفاط له القدرة على تعويض الفراغ الروسي في هذه المادة؛ كما أن هذا يعزز من قوة تواجده على المستوى العالمي.
مؤكدين أن إبحار السفن المغربية لإمداد كييف بالفوسفاط دليل جديد على إلتزام المملكة لشركائها الدوليين.
ويبقى الفوسفاط المغربي يشكل إضافة مهمة للمزارع الأوكرانية بشكل كبير؛ كما سيمنح الرباط سمعة قوية في الساحة الدولية وسيعمل على تقوية الموقف المغربي تجاه العلاقات مع موسكو وكييف.