فاق استهلاك القهوة في قارتي آسيا وأفريقيا معدلات الأسواق التقليدية بأوروبا وأميركا الشمالية، مما يزيد من الطلب وسط انخفاض المعروض.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن “قدرة صناعة القهوة على تلبية الطلب المتزايد للبن، من خلال سلاسل التوريد الحالية يظل، أمرا مشكوكا به”.
وانضم المستهلكون الجدد في الصين إلى مستهلكين جدد في الهند وإندونيسيا وماليزيا وفيتنام، فضلا عن تزايد عدد السكان في أفريقيا جنوب الصحراء.
وتخطط سلسلة مقاهي “ستاربكس” الشهيرة، لفتح مقهى كل 9 ساعات، للوصول إلى 9 آلاف موقع في جميع أنحاء الصين بحلول عام 2025، في حين تتنافس العلامات التجارية العالمية للقهوة مثل “كوستا” و”لافاتزا” و”تيم هورتونز” أيضا لجذب العديد المتزايد من المستهلكين في البلاد.
ويتم شرب حوالي 3 مليارات فنجان من القهوة في جميع أنحاء العالم يوميا – ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، وفقا للصحيفة البريطانية ذاتها.
لكن ارتفاع درجات الحرارة بفضل ظاهرة التغير المناخي يجعل من الأراضي الزراعية المناسبة لمحصول البن غير صالحة للاستعمال “قريبا”، حيث يكافح المزارعون لكسب لقمة العيش، وسط ارتفاع الأسعار على المستهلكين.
وعلى مدى العامين الماضيين، تجاوز استهلاك القهوة معدل الإنتاج، وأصبح المزارعون مهددين هذا العام من عودة ظاهرة النينيو، وهي نمط مناخي تتسبب في تغيرات عالمية في درجات الحرارة وهطول الأمطار.
ووصلت أسعار بن “الروبوستا” إلى أعلى مستوياتها منذ 15 عاما في مايو، ويرجع السبب في ذلك إلى قلة المعروض ومخاوف النينيو.
وتشير دراسة أجراها “مركز كولومبيا للاستثمار المستدام”، إلى أننا سنحتاج إلى المزيد من القهوة بنسبة 25 بالمئة بحلول عام 2030.
وبحلول عام 2050، قد تصبح نصف الأراضي المستخدمة لزراعة القهوة “غير صالحة للاستعمال”، وفقا لبعض التقديرات التي نقلتها الصحيفة.
وتقول المديرة التنفيذية للمنظمة الدولية للقهوة، فانوسيا نوغيرا، إن “الخوف الأكبر هو اتساع الطلب مقارنة بالعرض”.
وأضافت: “يمكن أن تصبح القهوة سلعة فاخرة باهظة الثمن، أو ربما أسوأ من ذلك، حيث سيواجه عشاق القهوة في العالم مشروبا لا يكون طعمه جيدا”.