استنتج استطلاع جديد لمؤسسة “غالوب” صدر الثلاثاء، أن البالغين الذين يلقون التحية على العديد من الأشخاص في منطقتهم بشكلٍ منتظم، يتمتعون بمستوى أعلى من الرفاهية مقارنة مع الذين يتحدثون إلى عدد قليل من الجيران، أو لا يتواصلون مع أحد.
وللعدد أهمية أيضا، إذ ارتفعت الرفاهية من 51.5 بين الأشخاص الذين لا يلقون التحية إلى الجيران إلى أكثر من 64 بين الأشخاص الذين كانوا يلقون التحية على 6 أشخاص وما فوق بشكلٍ منتظم (مع اعتبار الرقم 100 المستوى المثالي).
وقال دان ويترز، مدير الأبحاث لدى مؤشر “غالوب” الوطني للصحة والرفاهية: “العدد الأنسب في ما يتعلق بالرفاهية هو إلقاء التحية على ستة أشخاص”.
والمؤشر عبارة عن استطلاع وطني كبير حول الحياة المهنية، والمالية، والاجتماعية، والمادية، ورفاهية المجتمع، ويجرى كل 3 أشهر في الولايات المتحدة، منذ عام 2008.
وأضاف ويترز: “بعد إلقاء التحية على 6 أشخاص، لن تكتسب فوائد أكبر من إلقاء التحية على جيرانك بعد ذلك”، لكن “تعتبر 6 أفضل من 5، و5 أفضل من 4”.
لكن ما الذي يميز التحية؟ وهل يتجسّد ذلك عبر إيماءة، أو التلويح باليد، أو التربيت على الظهر؟ وهل يجب عليك التوقف والدردشة أيضًا؟
أوضح ويترز: “لا نطلب منك معرفة الشخص جيدا، والتوقف، والدردشة، أو حتى معرفة اسمه”، مضيفا أنه “من المرجح أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين تلقي التحية عليهم، تزداد احتمالية شروعك في محادثة معهم بدلا من التلويح فقط”.
عزز إلقاء التحية من النجاح الاجتماعي للشخص جدا، بحسب تحليل بيانات الاستطلاع، كما أدّى القيام بذلك على نحو منتظم إلى تحسين صحة الشخص الجسدية، والمالية، والوظيفية، والمجتمعية.
وقارن الاستطلاع الجديد أيضا بين عدد التحيّات ومدى “ازدهار” الشخص.
ولقياس الازدهار، تستخدم “غالوب” مقياسا يدعى “Cantril Self-Anchoring Scale” يطلب بموجبه من الأشخاص تخيل أنفسهم على سلم الإنجاز الآن، وفي الأعوام الخمسة المقبلة، مع معادلة رقم 10 أفضل حياة ممكنة لهم، وكون صفر أسوأ حياة ممكنة.
وقال ويترز: “يعتبر الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم في المرتبة السابعة، أو مستوى أعلى في حياتهم الحالية، وفي المرتبة الثامنة، أو مستوى أعلى في حياتهم المستقبلية بحالة ازدهار”.
ووجد الاستطلاع أنّ فرصة اعتبارهم مزدهرين بلغت38.1% فقط بين الأشخاص الذين لم يلقوا التحية، بينما ارتفع العدد إلى نسبة 60.5% بين أولئك الذين يحيّون 5 من الجيران.
ووجد الاستطلاع أنّ معظم الأمريكيين يلقون التحية على ما يبلغ معدّله 5 أفراد من الجيران بانتظام، مع إبلاغ 27% من الأشخاص إلقاءهم التحية على 6 أشخاص أو أكثر في منطقتهم. ومع ذلك، تفاوت الأمر بحسب العمر.
وألقى البالغون الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا التحية على ما بلغ معدله 2.9 من الجيران، مع إلقاء 14% منهم فقط التحية على 6 أشخاص أو أكثر بشكلٍ منتظم.
وأشار ويترز إلى أن ميل الأجيال الشابة إلى استخدام الهواتف الذكية قد يلعب دورا بذلك، وشرح قائلا: “لا ينظر الناس إلى الأعلى لإلقاء التحية، فهم ينظرون إلى أجهزتهم فقط”.