قال دبلوماسي بريطاني متابع للشأن الليبي إن الدعوة إلى انتخابات ليبية هي دعوة لاستمرار الحرب الأهلية وإشعال ليبيا من جديد. وشدّد الدبلوماسي في حديث خاص ل”بتوقيت الخليج” أن “الأرضية في ليبيا غير جاهزة لانتخابات، وأن الجيل الليبي الجديد هو جيل فترة القذافي، لم يعش يوما في ظل دولة مؤسسات، بل في ظل ديكتاتورية وانفراد بالسلطة وتكريس الخلافات القبلية والسيطرة من خلالها”.
وأشار الدبلوماسي المخضرم، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن مليشيات الشارع الليبي تقاتل لأتفه الاسباب وتفتعل الأزمات من أجل المال، والقيادات لا تستطيع كبح جماح وأطماع قادة المليشيات. كما أكد أن المشير حفتر الذي يترأس مع أبنائه قيادة الجيش لم ولن يكون الشخص الذي يوحّد ليبيا، بل على العكس. وأضاف “والجانب الآخر المتمثل في عبد الحميد الدبيبة والآخرين أيضا لن يكونوا من موحّدي هذا البلد”.
إلى ذلك قال الدبلوماسي إن هناك دستورا ليبيا منذ العام 1951، وهو الأساس الذي يمكن العمل بموجبه. وقال إنّه لا يرى الملكية حلا أمثل، لكن إذا كانت على غرار ملكية بريطانيا فهذا سيكون بداية لإخراج ليبيا من الأزمة الحالية، والتي استمرت منذ أيام ما قبل الملكية، وبعد الانقلاب عليها، وفي عهد القذافي، وإلى يومنا هذا.
وفي وقت سابق، دعا محمّد الحسن السنوسي، نجل الملك الليبي ادريس السنوسي، العودة إلى الشرعية الملكية. وقال “أجريتْ الانتخابات مرّتين في ليبيا، وكانت النتيجة فوضى”.
وينشط مروّجو الملكية في ليبيا تحت عنوان “المؤتمر الوطني لتفعيل دستور الاستقلال وعودة الملكية الدستورية لليبيا”، كما استطاعوا تنظيم ملتقايتهم في عدد من المدن. وانضمّ إلى هذا الطرح شخصيات سياسية ومثقفة، ومسؤولون سابقون”
وفي تصريح سابق لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أشرف بودواره قال فيه “إنّ نظام الحكم الملكي المنصوص في الدستور مهمّ جدّا لإيجاد مرجعية ضامنة لتجنّب المشاكل التي تعصف بليبيا”، مؤكّدا “قدرة الملكية الدستورية على إدارة الشأن الليبي بشكل دستوري، وإنهاء الصراع السياسي على السلطة والمال والانقسام”.
يشار في هذا السياق أن دستور 1951 كان كُتب قبل دخول الملك ادريس السنوسي إلى ليبيا، وبدون تدخّله في ذلك الحين. ويقدّم أفقا متقدّما في إدارة الشأن الليبي وفق مبادئ دستورية واضحة. وفي ظلّ الانسداد السياسي لسنوات بين الفرقاء الليبيين، نمتْ بشكل واسع الأصوات المتحمّسة إلى الملكية الدستورية، كحلّ لإخراج ليبيا من دائرة الانقسام والاقتتال من أجل السلطة.