في أعقاب اغتيال الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، قالت رئيسة وزراء إسرائيل وقتئذ، غولدا مائير، معلقة على تلك العملية: “اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح. فغسان بقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح”.

كانت غولدا مائير، هي التي أصدرت قرارا بتصفية عدد من أعلام الفلسطينيين وقياداتهم، قبل أيام من تنفيذ تلك العملية الإجرامية، التي جرت في الثامن من يوليو/تموز 1972.

ففي هذه الرواية التي سبق أن اختيرت ضمن قائمة أهم 10 أعمال روائية عربية تمت ترجمتها خلال القرن الـ21، يجسد كنفاني حياة الشباب الفلسطيني الذي تأخذه ظروف الحياة بعيدا عن أرضه، غير أنه عند العودة، يجد أن أمورا كثير قد تعرضت للتغير.

تصنف أعمال كنفاني في خانة أدب ما بعد النكبة، خاصة رواية “عائد إلى حيفا” التي رغم صغر حجمها، فإنه تمكن فيها وببراعة، من عرض واقع القضية الفلسطينية، بأسلوب سردي متمكن.

تبدأ الرواية بوصول سعيد وصفية إلى مدينة حيفا، بعد غياب استمر نحو 20 عاما عقب نكبة 1948، وعندما تراءت المدينة لصفية، راحت تقول: لم أتوقع أن أراها مجددا، فيرد عليها زوجها سعيد قائلا: “إنك لا ترينها، ولكنهم هم من يرونك، وأنت ترينها”.

تطرح رواية “عائد إلى حيفا” العديد من التساؤلات، التي كان من أبرزها، ذلك السؤال الذي يدور حول ما يعنيه “الفقد”، وما إذا كان مقتصرا على الموت فقط؟ ويدور هذا التساؤل، في اللحظة التي فوجئ فيها سعيد بحقيقة أن ابنه خلدون قد نشأ على المبادئ اليهودية، وأنه أصبح متطوعا في جيش الاحتلال، بل بات مدافعا أيضا عن أفكاره بضراوة.

المادة السابقةمصر ترفع السرية عن وثائق حرب أكتوبر لأول مرة
المقالة القادمةمساع قطرية تنجح في إدخال أدوية المختطفين الإسرائيليين في غزة