موسكو – أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن الرئيس فلاديمير بوتين شدد خلال محادثة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس على ضرورة مراعاة مصالح موسكو الأمنية في أي حل مستقبلي للنزاع القائم في أوكرانيا.

وكانت هذه المحادثة، التي جرت يوم الجمعة الماضي، هي الأولى بين الزعيمين منذ نحو عامين، واستمرت لنحو ساعة. وأكد الكرملين أن المكالمة الهاتفية كانت مبادرة من الجانب الألماني، وتناولت الوضع في أوكرانيا والصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

شروط موسكو لحل النزاع

وفقاً للكرملين، فإن بوتين أبلغ شولتس أنه مستعد لمواصلة المفاوضات، ولكن بشروط محددة، تشمل على وجه الخصوص تخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاعتراف بخسارة الأراضي التي تطالب بها روسيا. كما أشار بوتين إلى أن أي اتفاقات محتملة يجب أن تُبنى على “الحقائق الإقليمية الجديدة”، وهو مصطلح يستخدمه الكرملين للدلالة على التغيرات التي فرضتها روسيا على الأرض في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية.

اتهامات ضد حلف الناتو

خلال المكالمة، أضاف بوتين أن الحرب في أوكرانيا هي نتيجة “لسنوات من السياسات العدوانية” التي انتهجها حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن الحلف كان يسعى لتحويل أوكرانيا إلى منطقة نشر عسكري ضد روسيا، وهو ما اعتبره تهديداً مباشرًا للأمن القومي الروسي.

تدهور العلاقات الروسية-الألمانية

كما تناولت المحادثة التوترات المتزايدة في العلاقات بين روسيا وألمانيا. وأوضح بوتين لشولتس أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت “تدهورًا غير مسبوق”، محملًا الحكومة الألمانية مسؤولية هذا التدهور بسبب ما وصفه بـ”المسار غير الودي” الذي تتبعه تجاه روسيا.

التعاون في مجال الطاقة

وفي سياق آخر، أعرب بوتين عن استعداد روسيا لاستئناف التعاون مع ألمانيا في مجال الطاقة، مؤكدًا أن موسكو كانت دائمًا تحترم عقود تصدير الطاقة إلى ألمانيا، وأنها مستعدة للعمل مع برلين من أجل تحقيق مصالح متبادلة في هذا القطاع.

أزمة الشرق الأوسط

وفيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، أفاد الكرملين أن المحادثة تناولت أيضًا التصعيد الأخير في المنطقة، حيث اتفق الطرفان على ضرورة بقاء مستشاريهم على اتصال لمتابعة التطورات وتنسيق المواقف حول هذه الأزمة.

هذه المحادثة الهاتفية تأتي في وقت حساس للغاية في العلاقات الدولية، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا تصاعدًا في التوترات، وتعمل القوى الكبرى على إعادة تقييم سياساتها وأولوياتها في هذا السياق المعقد.

المادة السابقةترامب يفاجئ فريقه بتعيين هيغسيث وزيرًا للدفاع
المقالة القادمةباريس: استخدام صواريخ فرنسية ضد روسيا “خيار مطروح”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا