ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقف روسيا “التصعيدي” في الحرب في أوكرانيا، مؤكداً على أهمية دور الصين في تجنب التصعيد النووي. جاء ذلك في تصريحات له يوم الثلاثاء بعد قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، حيث أشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد خفض الحد الذي يمكن عنده توجيه ضربة نووية.
وقال ماكرون للصحافيين: “روسيا اليوم أصبحت قوة مزعزعة للاستقرار في العالم”، مضيفاً أنه يجب على روسيا التحلي بالتعقل بعد إعلانها تعديل العقيدة النووية. وأوضح أن هناك “مسؤوليات تقع على عاتق روسيا بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
على هامش القمة، التقى ماكرون بنظيره الصيني شي جين بينغ، حيث طلب منه الضغط على الرئيس الروسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما أشار ماكرون إلى أن قرار كوريا الشمالية بإرسال قوات للمشاركة في القتال في أوكرانيا يزيد من المخاطر بالنسبة للصين، داعياً إياها إلى دفع روسيا نحو خفض التصعيد، خاصة بعد التعديلات الأخيرة على العقيدة النووية الروسية.
في هذا السياق، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اتهم أوكرانيا والغرب بالسعي إلى التصعيد، في حين أشار إلى أن أوكرانيا لم تكن لتطلق صواريخ بعيدة المدى على روسيا دون دعم من الولايات المتحدة. ووفقاً لافروف، حث الغرب على الاطلاع على العقيدة النووية الروسية المحدثة، التي تم تحديثها من قبل الرئيس الروسي في مرسوم صدر يوم الثلاثاء.
العقيدة النووية الروسية المحدثة
من جانبها، كشفت روسيا عن العقيدة النووية المحدثة، والتي تشمل عدة سياسات جديدة في مجال الردع النووي. المبدأ الأساسي لهذه العقيدة هو أن الأسلحة النووية تعتبر وسيلة لحماية سيادة البلاد في مواجهة التهديدات العسكرية المتجددة.
وتتضمن العقيدة الجديدة توسيع فئة الدول والتحالفات العسكرية التي يمكن أن تشمله الردع النووي، كما أضافت قائمة تهديدات عسكرية جديدة تتطلب ردعاً نووياً. من أبرز التعديلات، أنه يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة تهديد سيادتها، حتى في حالة الهجوم عليها باستخدام أسلحة تقليدية، أو في حال الهجوم على حلفائها، مثل الهجوم على بيلاروسيا. كما تشمل العقيدة الرد النووي في حالة استخدام طائرات عسكرية، صواريخ كروز، وطائرات مسيرة، وكذلك عبور الحدود الروسية.
هذه التطورات تزيد من تعقيد الوضع الأمني الدولي في وقت حساس، حيث تواصل الحرب في أوكرانيا تصعيدها، ويزداد الخوف من عواقب قد تنجم عن التهديدات النووية المتزايدة.