الحرائق الأكبر منذ 40 عامًا في لوس أنجلوس

تستمر حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا، وتحديدًا في مقاطعة لوس أنجلوس، في التسبب في دمار هائل، مع تقديرات تشير إلى أن هذه الحرائق تعتبر الأكبر من نوعها في الولاية منذ 40 عامًا. وفقًا لتقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” استنادًا إلى معطيات مختبر سيلفيس بجامعة ويسكونسن، فإن الدمار الذي لحق بمنطقتي باليساديس وإيتون في منطقة لوس أنجلوس الحضرية يعد من أعظم الخسائر التي شهدتها الولاية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

حجم الدمار

وفقًا للقياسات، دمرت الحرائق في منطقتي باليساديس وإيتون ما يعادل 10.36 كيلومترًا مربعًا من المناطق السكنية المزدحمة في لوس أنجلوس، وهي مساحة تزيد عن ضعف المساحة التي دمرها حريق وولسي في 2018. وامتدت النيران بسرعة بسبب الرياح القوية القادمة من المحيط الهادئ، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا.

وفي حين تم السيطرة إلى حد كبير على حرائق باليساديس وإيتون، إلا أن خطر اندلاع حرائق جديدة لا يزال قائمًا. وقد أسفرت الحرائق عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا في منطقة باسيفيك باليساديس منذ بداية يناير 2025، وشملت المناطق المحيطة مثل إيتون وهيرست وسانست ووودلي.

خسائر اقتصادية فادحة

تسببت هذه الحرائق في خسائر اقتصادية ضخمة، حيث تقدر قيمة الأضرار بين 250 مليار دولار و275 مليار دولار. كما دمرت النيران أكثر من 12 ألف منشأة، وأسفرت عن تدمير أحياء بأكملها في المنطقة. في محاولة للحد من انتشار النيران، قامت السلطات بقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 77 ألف منزل، في خطوة احترازية.

كما اندلعت الحرائق في مناطق عدة من لوس أنجلوس، وانتشرت بسرعة بسبب الرياح العاتية، ما أدى إلى احتراق أكثر من 37 ألف فدان من الأراضي. في إطار هذه الأحداث، تم إصدار أوامر بإجلاء حوالي 150 ألف شخص، بينما لا يزال نحو 6.5 ملايين شخص في خطر تهديد الحرائق.

مكانة كاليفورنيا الاقتصادية وتأثير الحرائق

تعتبر ولاية كاليفورنيا واحدة من أقوى الاقتصاديات في العالم. فهي تساهم بحوالي 15% من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي، وهي أكبر اقتصاد في الولايات المتحدة. وإذا كانت كاليفورنيا دولة مستقلة، لكانت خامس أكبر اقتصاد في العالم، متفوقة على دول كبرى مثل بريطانيا والهند.

وبسبب حجم الكارثة، يُتوقع أن يكون لها تأثير طويل الأمد على الاقتصاد المحلي والدولي، حيث تتزايد المخاوف من تدمير البنية التحتية الحيوية، وفقدان مصادر دخل رئيسية في الولاية.

خاتمة:

بينما تم السيطرة على بعض الحرائق، لا يزال التهديد قائمًا في العديد من المناطق، والكارثة التي خلفتها هذه الحرائق تتطلب استجابة عاجلة على المستويين المحلي والدولي. إن الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن هذه الحرائق تعكس حجم التحدي الذي تواجهه ولاية كاليفورنيا، وتسلط الضوء على الحاجة المستمرة للتكيف مع التغيرات المناخية والتخطيط الفعّال لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.

المادة السابقةسحب لواء غفعاتي الإسرائيلي من منطقة جباليا في قطاع غزة: خطوة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
المقالة القادمةحادث الطائرة في أمريكا: العثور على الصندوقين الأسودين

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا