سحب لواء غفعاتي من شمال غزة
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن سحب الجيش الإسرائيلي لواء غفعاتي من منطقة جباليا شمال قطاع غزة، بعد 470 يومًا من القتال العنيف. ويأتي هذا الانسحاب في إطار تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية وتخفيف وجودها في القطاع. هذه الخطوة تعد جزءًا من عملية تدريجية تهدف إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة بعد استكمال جميع مراحل الاتفاق.
تفاصيل الانسحاب والخلفية العسكرية
بحسب القناة 14 الإسرائيلية، خرج عناصر لواء غفعاتي مساء السبت من قطاع غزة دون تلقي أي أوامر بالعودة. وكانت القوات الإسرائيلية قد خاضت معارك شديدة في مناطق عدة في القطاع تحت قيادة الفرقة 162، التي أدارت العمليات العسكرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023. كان الهدف من هذه العمليات القضاء على البنية التحتية لحركة حماس وفرض السيطرة على الأرض.
في سياق متصل، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته لخطة دفاعية محورية على حدود غزة، والتي تم التخطيط لها مسبقًا وتجمع بين عناصر دفاعية وهجومية، لمواجهة أي تطورات جديدة في المنطقة.
التحذيرات الإسرائيلية لسكان غزة
في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة، طالبًا منهم الابتعاد عن المناطق التي ستنتشر فيها القوات الإسرائيلية، وذلك حتى إشعار آخر. كما حذر من خطورة التنقل بين شمال القطاع وجنوبه، مؤكداً أن الاقتراب من المعابر والمناطق العسكرية يشكل تهديدًا مباشرًا على حياتهم. كما تم تحذير السكان من ممارسة الأنشطة مثل الصيد والسباحة في المناطق البحرية القريبة من مواقع الجيش.
تداعيات الاتفاق على الحياة في غزة
من جهتها، أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة عن الانتهاء من إعداد “خطة شاملة” للتعامل مع الاتفاق، وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن. وأكدت على استعداد مؤسساتها التنفيذية للتعامل مع هذه المرحلة، بما في ذلك متابعة فرق ميدانية لضمان تطبيق الإجراءات اللازمة.
التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى والهدوء المستدام
في تطور آخر، أعلنت قطر عن نجاحها في التوسط لاتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الأطراف المعنية، والذي يشمل عودة الهدوء المستدام إلى القطاع وبدء تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الاتفاق الأحد المقبل، حيث سيتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وفقًا لبنود الاتفاق.
آثار الحرب على غزة
يأتي هذا التوصل إلى الاتفاق بعد مرور 467 يومًا من حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 157 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة الآلاف وفقدان أكثر من 11 ألف شخص. وقد تسببت الحرب في دمار هائل في البنية التحتية للقطاع، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة.
يعد سحب القوات الإسرائيلية من غزة خطوة هامة نحو إنهاء الصراع الطويل، ولكن تبقى التحديات كبيرة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار المستدام في المنطقة. بينما يواصل الفلسطينيون عملهم على إعادة بناء حياتهم، يبقى السؤال حول ما إذا كانت التفاهمات الحالية ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق الأمان لجميع الأطراف المعنية.