في المغرب، أطلقت جمعية أنوار للمساواة والمواطنة وتحالف حقوق ومواطنة تجربة نموذجية ورقمية لنظام الإحالة والتكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف
وفي إطار جهود تعزيز حماية النساء والفتيات ضحايا العنف وضمان ولوجهن إلى خدمات متكاملة وفعالة، أعلنت ذات الجمعية – أنوار للمساواة والمواطنة، بشراكة مع تحالف حقوق ومواطنة، عن الشروع في تنفيذ تجربة نموذجية أولى من نوعها وتهدف إلى جعل التكنولوجيا في خدمة حقوق النساء في إطار تنزيل تصور تكاملي ورقمي لنظام الإحالة والتكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف
وتشمل هذه المبادرة ثماني جمعيات متخصصة في تقديم خدمات التوجيه التكفل، والدعم النفسي والاجتماعي والقانوني لفائدة النساء والفتيات في وضعية هشاشة أو ضحايا العنف، وذلك في أفق خلق التكامل، التشبيك، والإلتقائية بين الخدمات التي تقدمها الجمعيات العاملة في هذا المجال، وبين المؤسسات العمومية المسؤولة عن التكفل والحماية
كما تأتي هذه التجربة كثمرة سلسلة من اللقاءات التشاورية التي جمعت بين الجمعيات الناشطة في مجال مناهضة العنف ضد النساء والفتيات، كان آخرها اللقاء التشخيصي المنظم في بداية شهر ماي 2025 بمدينة المحمدية، والذي عرف حضور جمعيات من مختلف مناطق المغرب وقد شكل هذا اللقاء محطة هامة لتبادل الخبرات والمعطيات حول واقع نظام الإحالة والتكفل، واستعراض أبرز التحديات الميدانية والحلول الممكنة
ولتعزيز الطابع المقارن والاستفادة من الخبرات العالمية، شهد اللقاء استضافة الخبيرة الدولية في مجال النوع الاجتماعي والدفاع عن حقوق النساء، الأستاذة مكرم عودة من المملكة الأردنية الهاشمية، التي تقاسمت تجارب دولية رائدة في مجال بناء وتفعيل أنظمة الإحالة والتكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف
تهدف التجربة إلى تعزيز التنسيق بين الجمعيات والمصالح العمومية ذات الصلة، وتطوير مسارات إحالة واضحة وفعالة الفائدة النساء والفتيات ضحايا العنف، إضافة إلى تبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين لضمان جودة الخدمات المقدمة وإرساء نموذج محلي قابل للتعميم على المستوى الوطني
، وفي خطوة مبتكرة، سيعتمد هذا النموذج على إدماج التكنولوجيات الحديثة والرقمنة في جميع مراحل الإحالة والتكفل من خلال تطوير منصة رقمية تفاعلية وأدوات تواصل آمنة تتيح التنسيق الفوري بين مختلف المتدخلين، وضمان تتبع الملفات بدقة، تسريع الاستجابة، وتوفير خدمات ذات جودة عالية، مما يضع التكنولوجيا في قلب الجهود المبذولة لحماية حقوق النساء والفتيات
إن هذه المبادرة تشكل نقلة نوعية في العمل الحقوقي Tech4Women’s Rights – ويمثل مشروع التكنولوجيا في خدمة حقوق النساء بالمغرب، حيث يجمع بين قوة المبادرات المدنية وخبرة الجمعيات الميدانية، وبين إمكانات الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة ليجعل حماية النساء والفتيات من العنف أكثر سرعة دقة، وفعالية، وليفتح آفاقا جديدة نحو مجتمع أكثر عدلاً ومساواة